دَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، نا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، نا أَبُو زُمَيْلٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ الزِّمَّانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مَاذَا يُنَجِّي الْعَبْدَ مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : " الإِيمَانُ بِاللَّهِ " ، قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّ مَعَ الإِيمَانِ عَمَلا , قَالَ : " تَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ ، أَوْ يَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ " .
................................................................................
ما هي الأعمال الصالحات ؟ أعرف بعضها ولكنني لا أظن بأنني أعرفها كلها.
الحمد لله
الأعمال الصالحة هي ما كانت موافقة للشرع ، ويكون صاحبها مُخلصاً لربه تبارك وتعالى ، وقد عرف شيخ الإسلام العبادة بأنها : " اسم جامعٌ لكل ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرو والباطنة " ، وهي متنوعة وكثيرة ، ولا يمكننا حصرها فضلاً عن تعدادها ، لكننا نذكر منها :
1. الإيمان بالله
ويشمل : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقَدَر خيره وشرِّه .
2. والصلاة لوقتها
وهي خمس صلوات فرضهن الله في اليوم والليلة ، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على كفر من تركها.
ولا يحل تأخيرها عن أوقاتها ، ويجب أداء أركانها وواجباتها ، وأن يصلِّي المسلم كما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلَّم .
3. وحج مبرور .
والحج المبرور معناه :
أ- أن يكون من مالٍ حلال .
ب- أن يبتعد عن الفسق والإثم والجدال فيه .
ج- أن يأتي بالمناسك وفق السنَّة النبويَّة .
د- أن لا يرائي بحجه ، بل يخلص فيه لربه .
هـ- أن لا يعقبه بمعصية أو إثم .
4. بر الوالدين
وهو طاعتهما في طاعة الله تعالى ، ولا يجوز طاعتهما في معصية ، ومن البرِّ بهما عدم رفع الصوت عليهما ، ولا إيذاؤهما بكلام قبيح .
ومن البرِّ بهما الإنفاق عليهما ، والقيام على خدمتهما .
5. الجهاد في سبيل الله
وقد شرع الله تعالى الجهاد لإقامة التوحيد ، ونشر الإسلام في الأرض ، وقد أعدَّ الله تعالى للمجاهدين في سبيله أجراً عظيماً .
6. الحب في الله والبغض في الله
وهو أن يحبَّ المسلمُ أخاه المسلم لله تعالى لا للونه ولا لجنسه ولا لماله ، بل لطاعته لربه ولقربه منه تعالى.
كما أنه يبغض العاصي لأنه عصى الله تعالى .
7. قراءة القرآن
سواء كان ذلك في حزبه اليومي أو في صلاته بالليل .
8. المداومة على الطاعات وإن قلَّت
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأعمال الدائمة ولو كانت قليلة ، وقليل دائم خير من كثيرٍ منقطع .
9. أداء الأمانة
وهي من الواجبات ومن أفضل الأعمال ، وقد عُلم في الشرع أن المنافق هو الذي يخون الأمانة ولا يؤديها لأهلها .
10. العفو عن الناس
وهو التنازل عن الحق الشخصي ، والعفو عن الظالم إن كان ذلك العفو يصلحه ، أو أنه تاب وندم على ظلمه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما ازداد عبدٌ بعفوٍ إلا عزّاً " رواه مسلم ( 2588 )
11. الصدق في الحديث
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقاً " ، والصدق منجاة لصاحبه ، وهو خلق عظيم تخلَّق به الأنبياء وأتباعهم بحقٍّ " رواه مسلم ( 2607 )
12. النفقة في سبيل الله
وتشمل النفقة في الجهاد ، وعلى الوالدين والفقراء والمساكين والمحتاجين ، وفي بناء المساجد ، وفي طباعة المصاحف والكتب الإسلاميَّة ، والنفقة على الأهل والأولاد .
13. أن يسلم المسلمون من لسانه ويده .
وذلك بالكف عن الغيبة والنميمة والقذف والسب واللعن ، وكذا الكف عن البطش والضرب لمن لا يستحق .
14. إطعام الطعام
ويشمل إطعام الإنسان والبهائم .
15. إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف
إلا من ورد النص بالمنع من ابتدائه بالسلام وهم الكفار .
16. تعين ضائعاً أو تصنع لأخرق .
والضائع هو ذو الحاجة من فقر أو عيال ، والأخرق هو الجاهل الذي لا صنعة له .
17. تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك .
وغير ذلك كثير . . .
وإليك هذا الحديث في تعداد بعض الأعمال الصالحة :
روى البيهقي عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ؟
قال : الإيمان بالله .
قلت : يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً .
قال : يرضخ مما رزقه الله [ومعنى الرضخ هو العطاء] .
قلت : يا رسول الله أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ به ؟
قال : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟
قال : يصنع لأخرق . [وهو الجاهل الذي لا صنعة له يكتسب منها] .
قلت : أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً ؟
قال : يعين مظلوماً .
قلت : أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً ؟
قال : ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟! ليمسك أذاه عن الناس .
فقلت : يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة ؟
قال : ما من مؤمن يطلب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة .
صححه الألباني في الترغيب (876) .
والله الموفق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق