شرح الحديث الشريف - الشرح المختصر - الدرس ( 029 - 207 ) : أحاديث مختلفة عن الصلاة1
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2001-04-01
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة المؤمنون: لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، ولازلنا في موضوع الصلاة، يقول عليه الصلاة والسلام:
((عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ ))
(صحيح مسلم) وضوء سابغ ومشي مع الجماعة وأداء الصلاة المكتوبة سبب عند الله لمغفرة الذنوب طبعاً نذكركم بالحديث السابق:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصَّلَاةُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ ))
(صحيح مسلم) وفي رواية لهذا الحديث أخرى يقول:
(( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ))
(صحيح مسلم) هنا سؤال: أيعقل أنك إذا توضأت وتوجهت إلى المسجد وصليت أن تغفر لك الذنوب ؟ الجواب أن الله جل جلاله خلقنا لنربح عليه علة وجودنا أن يكرمنا وأن يسعدنا وأن يعطينا على الشيء القليل الجزاء الكبير.
إن أحدكم ليضع اللقمة بفم زوجته يراها يوم القيامة كجبل أحد يقول عليه الصلاة والسلام وقد رأى قبراً كان مع أصحابه: قال صاحب هذا القبر: إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم، ركعتين بدون تركز، ولا الضالين آمين قل هو الله أحد الله أكبر سمع الله، هكذا صاحب هذا القبر.
لي ركعتين مما تحقرون من تنفلكم، ركعتين خفيفتين نافلتين سريعتين خير له من كل دنياكم صاحب هذا القبر.
الإنسان بالقبر أثير العم الصالح.
﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)﴾
(سورة المدثر)
﴿ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41)﴾
(سورة المدثر) وأنت حي لو ملكوك سيارة ثمنها خمسون مليون شيء كبير، ملكوك بيت بالمالكي فرضاً، سلموك منصب رفيع، تحت يدك ألوف الملايين وأمرك نافذ مادام القلب ينبض هذه الأشياء لها قيمة، أما حينما يموت الإنسان القيمة غلى ركعتان صلاهما في جوف الليل، أحد كبار العلماء وأظنه الإمام الغزالي هكذا ورد لا أدري مبلغه من الصحة لكن سؤل في المنام يا سيدي ما فعل الله بك ؟ قال: يا بني طاحت تلك العبارات المؤلفات وذهبت تلك الإشارات ولم يبق إلا ركيعات ركعناها في جوف الليل، لأن صلاة الليل فيها إخلاص، لا أحد يراك، إذا صليتها ولم تخبر أحد بذلك معنى هذا ما حملك عليها إلا محبة الله وعبادته.
فهنا لا تعرف قيمة الصلاة إلا عند فراش الموت.
﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)﴾
(سورة الفجر)
﴿ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27)﴾
(سورة الفرقان)
﴿ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28)﴾
(سورة الفرقان)
﴿ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)﴾
(سورة الزمر)
﴿ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾
(سورة الزمر) إذا تدين طالب شاب والتزم مسجد يقال عنه: تمشيخ انجذب هكذا يقول أهله، أصبح يخاف من النساء لم يعد يصافحهم لم يجلس أمام التلفاز لم يرى برامج ممتعة انجذب وضيع حياته وعمى قلبه !
﴿ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾ كان يسخر، قال تعالى:
﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)﴾
(سورة المطففين) الكافر:
﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13)﴾ المؤمن:
﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)﴾
(سورة الانشقاق) إذاً من هو البطل ؟ الذي يضحك آخراً، الذي يضحك أولاً يضحك قليلاً ويبكي كثيراً، والذي يضحك آخراً يبكي قليلاً لما ساقه الله له في الدنيا من معالجات ويضحك كثيراً، لذلك الإنسان عند الولادة كل من حوله يضحك وهو يبكي وحده، عند الموت كل من حوله يبكي فإذا كان بطلاً ورجلاً ومؤمناً يضحك وحده.
﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)﴾
(سورة يس) بل إنه في بعض الأحاديث الشريفة يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
((.... إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ ))
(صحيح البخاري) إذا كان مؤمن ورأى مكانه في الجنة ورأى مقامه عند الله وقد استراح من عناء الدنيا ولم يبقى إلا النعيم المقيم ورأى أهله يبكون، البكاء ليس له معنى، يتألم لألمهم الذي لامعنى لهم.
((قَالَ عُثْمَانُ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ انْصِرَافِنَا مِنْ صَلَاتِنَا هَذِهِ قَالَ مِسْعَرٌ أُرَاهَا الْعَصْرَ فَقَالَ مَا أَدْرِي أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ أَوْ أَسْكُتُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ خَيْرًا فَحَدِّثْنَا وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهَا ))
(صحيح مسلم) إذاً فينا عيوب خطيرة نرجو الله أن يشفينا منها وإن كان في بشارة فحدثنا
يوجد خطأ كلمة خطف بصرك خطفة صغيرة بين الصلاتين هذه تغفر في الصلاة القادمة.
وفي رواية لهذا الحديث:
((.... لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ فَيُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي تَلِيهَا ))
(صحيح مسلم) وفي حديث برواية أخرى ذكرت رواية البارحة وهذه رواية جديدة:
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَفِي حَدِيثِ بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالُوا لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالَ فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا ))
(صحيح مسلم) لذلك عندما يصلي الإنسان صلاة غير شرعية سريعة جداً لاخشوع ولا اطمئنان ولااستقرار فيها، يقال في بعض الروايات تقول هذه الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني، أنت أمام فرصة أن تقف بين يدي الله عز وجل أن تقف بين يدي أعلى عليين ضيعت هذه الصلاة ضيعك الله كما ضيعتني وفي حديث آخر عن صلاة الفجر:
((عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبَ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ))
(صحيح مسلم) أنت لمجرد أنك صليت الفجر في جماعة فأنت في ذمة الله أي في حمايته ورعايته وتوفيقه وحفظه، في بعض الروايات: من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح.
وفي بعض الأحاديث:
(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ))
(سنن الترمذي) هذا كله من كلام النبي، فالنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وهذه الصلوات مناسبات للاتصال بالله، وكان عليه الصلاة والسلام إذا حضرت الصلاة فكأنما لا نعرفه ولا يعرفنا من شدة اهتمامه.
أنت الآن لاحظ شكل موظف بدائرة رن الهاتف الوزير تعال إلي، أنت راقبه ماذا يفعل، يهتم بمظهره يشد جسمه دخل ليقابل الوزير، أنت أمام شخص وقد لاتحبه وقد لا يملأ عينيك، له هيبة عنك، أنت لاحظت إنسان يقابل مسؤول كبير يقرأ جريدة أمامه ؟ أو يعبث بمسبحة ؟ أبداً، أو يجلس جلسة غير أديبة ؟ مستحيل، لو خشع قلبه لخشعت جوارحه، فأنت حينما تصلي ينبغي أن تستحضر عظمة الله.
في بعض البلاد كلمات تقال قبل الصلاة والله أعجبتني تماماً، يقول الإمام قبل أن يقول الله أكبر: صلي صلاة مودع واستحضر عظمة الله ! إذا الإنسان استحضر عظمة الله وصلى صلاة مودع لعل الله عز وجل يقبل هذه الصلاة، ولو اهتممت بالصلاة اهتماماً بالغاً واستحققت أن يتجلى الله على قلبك في الصلاة لكنت أسعد الناس على الإطلاق، ولكن ضيع المسلمون الصلاة والدليل:
﴿ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾
(سورة مريم) ليس القصد بأضاعوا الصلاة لم يصلوا، لا هم صلوا، لكن أضاعوا خشوعها وركوعها وسجودها وحكمتها وجوهرها وفائدتها وهدفها.
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾
والحمد لله رب العالمين
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2001-04-01
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة المؤمنون: لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، ولازلنا في موضوع الصلاة، يقول عليه الصلاة والسلام:
((عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ ))
(صحيح مسلم) وضوء سابغ ومشي مع الجماعة وأداء الصلاة المكتوبة سبب عند الله لمغفرة الذنوب طبعاً نذكركم بالحديث السابق:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصَّلَاةُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ ))
(صحيح مسلم) وفي رواية لهذا الحديث أخرى يقول:
(( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ))
(صحيح مسلم) هنا سؤال: أيعقل أنك إذا توضأت وتوجهت إلى المسجد وصليت أن تغفر لك الذنوب ؟ الجواب أن الله جل جلاله خلقنا لنربح عليه علة وجودنا أن يكرمنا وأن يسعدنا وأن يعطينا على الشيء القليل الجزاء الكبير.
إن أحدكم ليضع اللقمة بفم زوجته يراها يوم القيامة كجبل أحد يقول عليه الصلاة والسلام وقد رأى قبراً كان مع أصحابه: قال صاحب هذا القبر: إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم، ركعتين بدون تركز، ولا الضالين آمين قل هو الله أحد الله أكبر سمع الله، هكذا صاحب هذا القبر.
لي ركعتين مما تحقرون من تنفلكم، ركعتين خفيفتين نافلتين سريعتين خير له من كل دنياكم صاحب هذا القبر.
الإنسان بالقبر أثير العم الصالح.
﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)﴾
(سورة المدثر)
﴿ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41)﴾
(سورة المدثر) وأنت حي لو ملكوك سيارة ثمنها خمسون مليون شيء كبير، ملكوك بيت بالمالكي فرضاً، سلموك منصب رفيع، تحت يدك ألوف الملايين وأمرك نافذ مادام القلب ينبض هذه الأشياء لها قيمة، أما حينما يموت الإنسان القيمة غلى ركعتان صلاهما في جوف الليل، أحد كبار العلماء وأظنه الإمام الغزالي هكذا ورد لا أدري مبلغه من الصحة لكن سؤل في المنام يا سيدي ما فعل الله بك ؟ قال: يا بني طاحت تلك العبارات المؤلفات وذهبت تلك الإشارات ولم يبق إلا ركيعات ركعناها في جوف الليل، لأن صلاة الليل فيها إخلاص، لا أحد يراك، إذا صليتها ولم تخبر أحد بذلك معنى هذا ما حملك عليها إلا محبة الله وعبادته.
فهنا لا تعرف قيمة الصلاة إلا عند فراش الموت.
﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)﴾
(سورة الفجر)
﴿ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27)﴾
(سورة الفرقان)
﴿ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28)﴾
(سورة الفرقان)
﴿ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)﴾
(سورة الزمر)
﴿ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾
(سورة الزمر) إذا تدين طالب شاب والتزم مسجد يقال عنه: تمشيخ انجذب هكذا يقول أهله، أصبح يخاف من النساء لم يعد يصافحهم لم يجلس أمام التلفاز لم يرى برامج ممتعة انجذب وضيع حياته وعمى قلبه !
﴿ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾ كان يسخر، قال تعالى:
﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)﴾
(سورة المطففين) الكافر:
﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13)﴾ المؤمن:
﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)﴾
(سورة الانشقاق) إذاً من هو البطل ؟ الذي يضحك آخراً، الذي يضحك أولاً يضحك قليلاً ويبكي كثيراً، والذي يضحك آخراً يبكي قليلاً لما ساقه الله له في الدنيا من معالجات ويضحك كثيراً، لذلك الإنسان عند الولادة كل من حوله يضحك وهو يبكي وحده، عند الموت كل من حوله يبكي فإذا كان بطلاً ورجلاً ومؤمناً يضحك وحده.
﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)﴾
(سورة يس) بل إنه في بعض الأحاديث الشريفة يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
((.... إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ ))
(صحيح البخاري) إذا كان مؤمن ورأى مكانه في الجنة ورأى مقامه عند الله وقد استراح من عناء الدنيا ولم يبقى إلا النعيم المقيم ورأى أهله يبكون، البكاء ليس له معنى، يتألم لألمهم الذي لامعنى لهم.
((قَالَ عُثْمَانُ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ انْصِرَافِنَا مِنْ صَلَاتِنَا هَذِهِ قَالَ مِسْعَرٌ أُرَاهَا الْعَصْرَ فَقَالَ مَا أَدْرِي أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ أَوْ أَسْكُتُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ خَيْرًا فَحَدِّثْنَا وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهَا ))
(صحيح مسلم) إذاً فينا عيوب خطيرة نرجو الله أن يشفينا منها وإن كان في بشارة فحدثنا
يوجد خطأ كلمة خطف بصرك خطفة صغيرة بين الصلاتين هذه تغفر في الصلاة القادمة.
وفي رواية لهذا الحديث:
((.... لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ فَيُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي تَلِيهَا ))
(صحيح مسلم) وفي حديث برواية أخرى ذكرت رواية البارحة وهذه رواية جديدة:
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَفِي حَدِيثِ بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالُوا لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالَ فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا ))
(صحيح مسلم) لذلك عندما يصلي الإنسان صلاة غير شرعية سريعة جداً لاخشوع ولا اطمئنان ولااستقرار فيها، يقال في بعض الروايات تقول هذه الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني، أنت أمام فرصة أن تقف بين يدي الله عز وجل أن تقف بين يدي أعلى عليين ضيعت هذه الصلاة ضيعك الله كما ضيعتني وفي حديث آخر عن صلاة الفجر:
((عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبَ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ))
(صحيح مسلم) أنت لمجرد أنك صليت الفجر في جماعة فأنت في ذمة الله أي في حمايته ورعايته وتوفيقه وحفظه، في بعض الروايات: من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح.
وفي بعض الأحاديث:
(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ))
(سنن الترمذي) هذا كله من كلام النبي، فالنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وهذه الصلوات مناسبات للاتصال بالله، وكان عليه الصلاة والسلام إذا حضرت الصلاة فكأنما لا نعرفه ولا يعرفنا من شدة اهتمامه.
أنت الآن لاحظ شكل موظف بدائرة رن الهاتف الوزير تعال إلي، أنت راقبه ماذا يفعل، يهتم بمظهره يشد جسمه دخل ليقابل الوزير، أنت أمام شخص وقد لاتحبه وقد لا يملأ عينيك، له هيبة عنك، أنت لاحظت إنسان يقابل مسؤول كبير يقرأ جريدة أمامه ؟ أو يعبث بمسبحة ؟ أبداً، أو يجلس جلسة غير أديبة ؟ مستحيل، لو خشع قلبه لخشعت جوارحه، فأنت حينما تصلي ينبغي أن تستحضر عظمة الله.
في بعض البلاد كلمات تقال قبل الصلاة والله أعجبتني تماماً، يقول الإمام قبل أن يقول الله أكبر: صلي صلاة مودع واستحضر عظمة الله ! إذا الإنسان استحضر عظمة الله وصلى صلاة مودع لعل الله عز وجل يقبل هذه الصلاة، ولو اهتممت بالصلاة اهتماماً بالغاً واستحققت أن يتجلى الله على قلبك في الصلاة لكنت أسعد الناس على الإطلاق، ولكن ضيع المسلمون الصلاة والدليل:
﴿ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾
(سورة مريم) ليس القصد بأضاعوا الصلاة لم يصلوا، لا هم صلوا، لكن أضاعوا خشوعها وركوعها وسجودها وحكمتها وجوهرها وفائدتها وهدفها.
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق