السبت، 19 فبراير 2011

...................................الافعى

                    
                                         
تعتبر الأفعى القرناء 
من الحيات السامة التي يجب تجنب عضتها، وهي لا تهاجم الإنسان وإن قرب منها هربت منه تزحف متثنية، أي تزحف بإنحاء لذلك تسمى عندما بأُم جنيب، وذلك لأنها تزحف زحفاً جانبياً، وهي قصيرة الطول عريضة الجسم والرأس، قصيرة الذيل، دقيقة الرقبة، وعلى جانبي الرأس العريض توجد غدد السم التي ساهمت في زيادة حجم الرأس. وإذا حوصرت الأفعى إلتَفَّتْ حول نفسها وحكت حراشفها ببعض لتصدر صوتاً يسمى الكشيش، لتفزع أعدائها. و لا يَكُش من الحيات إلا الأفاعي، وإذا أخرجت الصوت من فمها فهو الفحيح.
للأفعى القرناء نابان أماميان متحركان، وتستطيع الأفعى تحريك هذان النابان  إلى الأمام خارج الفم وإلى الداخل لتدخلهما في لثتها، وهذان النابان يساعدانها على سرعة توصيل السم للفريسة.
قرنا الأفعى جلديين ناعمين مرنين، يمكن بسهولة ثنيهما، ولا يعتبران سلاحاً تستطيع استخدامه، بينما تستطيع به إفزاع أعدائها، وقد يكونان لحماية عينيها الكبيرتين من الصدمات.
وليس لجميع هذا النوع من الأفاعي قرون، والقرون ليست مرتبطة بعمر الأفعى، فهناك الصغار الحجم بقرون وكذلك هناك الكبار بقرون. ومن المحتمل أن تكون القرون للذكر فقط، وقد لاحظت شخصياً أن ذو القرون يكون أكثر شراسة ودفاعاً عن النفس من الذي ليس به قرون.

تفضل الأفاعي المناطق الرملية والصخرية التي تساعدها في إيجاد مخبأٍ لها، وهي بحركات اهتزازية تستطيع دفن نفسها وتبقي عينيها خارج التراب لمراقبة فرائسها. والأفعى القرناء ليلية العيش، تخرج ليلاً للبحث عن فرائسها من الزواحف والقوارض.
وتعتبر من أخطر الحيات سماً بعد الصِّل (الشجاع) الأسود ومما يزيد في خطورتها أن أنيابها أمامية ومتحركة ولكن بالطبع ليس كل لدغة قاتلة، ففي تقرير طبي للإدارة الطبية لشركة أرامكو تم معالجة 26 حالة لدغ خلال عشر سنوات من قبل الأفعى القرناء، أقل من نصف العدد احتاجوا لدخول المستشفى، بينما لم يحدث بينهم أي حالة وفاة.
تنتمي الأفعى القرناء لفصيلة الأفاعي (Viperidae) التي تتواجد في جميع القارات ما عدا قارة أستراليا وجزيرة مدغشقر، وتتميز الأفاعي بأنياب أمامية متحركة وبرأس عريض يحمل غدد السم، وبالرغم من كمية سم الأفاعي كبيرة، لكن تركيزها ليس كتركيز سم حيات الكوبرا، فقليل من سم الكوبرا أفتك بكثير من كثير سم الأفاعي.
الأفعى التي تم تصويرها كانت بطول 82سم، والذيل 7سم، وقطر منتصفها العريض كان 3سم. وبالرغم من أن طول الأفعى القرناء عادة لا يتجاوز 85سم، لكنها في الصور تبدو أكبر من حجمها الطبيعي وما ذلك إلا لسمك جسمها ورأسها العريض.

وتتواجد الأفعى القرناء (Cerates cerates) في صحاري شمال أفريقيا مروراً بالشرق الأوسط لغاية الجزيرة العربية. في الشتاء، من شهر نوفمبر لغاية شهر أبريل تدخل الأفعى في البيات الشتوي، حيث تدخل جحور الجرذان البرية وتبقى في سبات البيات الشتوي. وفي بداية الشهر الرابع تبدأ في الخروج للتعرض للشمس لاستعادة حيويتها، حيث يتم بعد ذلك سلخ جلدها، وما أن تعود لها حيويتها حتى يبدأ موسم التزاوج. تضع الأنثى من 10 إلى 20 بيضة في أماكن رطبة تحت الشجيرات، يفقس البيض بعد مرور ثمانية أسابيع، ويبلغ الصغار سن التكاثر بعد مرور سنتين. وتعيش الأفعى القرناء 18 سنة.
ووردت صفات الأفعى في كتب اللغة وهي أنها تمشي متثنية ولها قرنان وتكش، ولم ترد كلمة الكشيش إلا للأفعى، والكشيش هو حك الجلد ببعض ليصدر صوتاً مفزعاً. وليس اسم الأفعى مرادفاً للثعبان والحية، فالجميع حيات، والأفعى اسم لنوع من الحيات، أما الثعبان فهو الكبير من الحيات.
ومن أسمائها كذلك الحارية والحِربِش، كما ورد في كتاب العين في اللغة للخليل بن أحمد (ت 170 هـ) حيث قال الحِربِش هي  الأفعى.
وتوجد مبالغات كثيرة في الفزع من الأفعى، فهي تهرب من الإنسان ولا تلاحقه، وإن حوصرت توقفت وبدأت بحك جلدها ببعض مع الرجوع للخلف ويصدر منها صوت الكشيش، وإذا اقتربت منها أكثر رفعت رأسها بما يقارب 20سم عن الأرض وفغرت فاهها محاولة العض في الهواء، وحركتها هذه بطيئة وأبطأ من حركة الدساس (حية الرمل).
لزيادة المعرفة بالحيات اقرأ موضوع حية الفئران وذلك بالنقر عل التالي: حية الفئران
الصورة التالية تبين طريقة زحف الأفعى، فهي بسبب أن ثقلها متمركز في المنتصف، ترفع منتصفها عن الأرض ثم تلقيه جانباً لتتحرك جانبياً، وفي الصورة يظهر أن جميع جسمها مرتفع عن الأرض ما عدا ذيلها، إذن فحركتها الجانبية بسبب تمركز ثقلها في المنتصف.

وقد جاء في كتاب لسان العرب:
والحارِيَةُ: الأَفْعى التي قد كبِرتْ ونَقَص جسمها من الكِبَر ولم يبق إِلا رأْسُها ونَفَسُها وسَمُّها، والذَّكر حارٍ؛ قال:
أَو حارِياً من القُتَيْراتِ الأُوَلْ   أَبْتَرَ قِيدَ الشِّبرِ طُولاً أَو أَقَلْ
وأَنشد شمر:
انْعَتْ على الجَوْفاءِ في الصُّبْح الفَضِحْ    حوَيْرِياً مثلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ
والحَراة: السَّاحةُ والعَقْوَةُ والناحيةُ، وكذلك الحَرَا، مقصور.
وورد في اللسان:
وقال شمر في كتاب الحيّات: الأَفْعَى من الحَيّاتِ التي لا تَبْرَحُ، إِنما هي مُتَرَحِّية، وتَرَحِّيها اسْتِدارَتُها على نفسها وتحَوِّيها.
قال أَبو النجم:
زُرْقِ العُيونِ مُتَلَوِّياتِ   حَوْلَ أَفاعٍ مُتَحَوِّياتِ
وقال بعضهم: الأَفْعَى حيّة عَرِيضة على الأَرض إِذا مشَت مُتَثَنِّيَةً بثِنيين أَو ثلاثة تمشي بأَثْنائها تلك خَشْناء يَجْرُشُ بعضُها بعضاً، والجَرْشُ الحَكُّ والدَّلْك.
وسئل أَعرابي من بني تميم عن الجَرْش فقال: هو العدْو البَطِيء.
قال: ورَأْسُ الأَفْعَى عريض كأَنه فَلْكة ولها قَرْنانِ.
وقال الليث: الأَفعى لا تنفع منها رُقْية ولا تِرْياقٌ، وهي حَيَّة رَقْشاء دقيقة العُنق عريضةُ الرأْس.
زاد ابن سيده: وربما كانت ذات قَرْنَين، تكون وصفاً واسماً، والاسم أَكثر، والجمع أَفاعٍ.
والأُفْعُوانُ، بالضم: ذكر الأَفاعي، والجمع كالجمع.
الجوهري: الأَفْعى حية.
وجاء في كتاب المزهر للسيوطي:
وفي الجمهرة  الفحيح من كل حية وهو صوتها من فيها والكشيش  للأفعى خاصة وهو صوت جلدها إذا حكت بعضه ببعض.

وورد في اللسان:
الضَّرْزَمةُ: شِدَّةُ العَضِّ والتصميم عليه. وأَفْعى ضِرْزِمٌ: شديدةُ العَضِّ؛ وأَنشد فيه:
يُباشِرُ الحَرْبَ بِنابٍ ضِرْزِمِ  
وأَنشد أَيضاً الجوهري للْمُساوِر بن هِنْدٍ العَبْسِيِّ:
يا رِيَّها يَوْمَ تُلاقي أَسْلَما    يَوْمَ  تُلاقي  الشَّيْظَمَ  المُقَوَّما
عَبْلَ المُشاشِ فَتَراه أَهْضَما    عِنْدَ كِرامٍ لم يكنْ  مُكَرَّما
تَحْسِبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما  قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما
الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما  وذاتَ قَرْنَيْنِ ضَمُوزاً ضِرْزِما
هَوَّمَ  في  رِجْلَيْهِ  حينَ  هَوَّما     ثم اغتَدَيْنَ  وغَدا  مُسَلَّما
قوله: ذاتَ قرنين، أَفْعى لها قرنانِ من جِلْدها.
وجاء في اللسان أيضاً:
وطَحَنَتِ الأَفْعَى الرملَ إذا رَقَّقَته ودخلت فيه فغيبت نفسها وأَخرجت عينها، وتسمَّعى الطَّحُون.
وقال في اللسان في موضع آخر:
وحَيَّةٌ قَرْناءُ: لها لحمتان في رأْسها كأَنهما قَرْنانِ، وأكثر ذلك في الأَفاعي.
الأَصمعي: القَرْناء الحية لأَن لها قرناً؛ قال ذو الرمة يصف الصائد وقُتْرتَه:
يُبايِتُه  فيها  أَحَمُّ، كأَنه      إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها
وقَرْناءُ يَدْعُو باسْمِها، وهو مُظْلِمٌ   له صَوْتُها: إرْنانُها وزَمالُها
يقول: يُبيِّنُ لهذا الصائد صَوْتُها أَنها أَفْعَى، ويُبَيِّنُ له مَشْيُها وهو زَمَالها أَنها أَفعى، وهو مظلم يعني: الصائد أَنه في ظلمة القُتْرَة؛ وذكر في ترجمة عرزل للأَعشى:
تَحْكِي له القَرْناءُ، في عِرْزَالِها    أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها
قال: أَراد بالقَرْناء الحية.

وجاء في لسان العرب:
أَفْعى حِرْبِشٌ وحِرْبيشٌ: كثيرة السّمّ خَشِنة المسّ شديدة صوتِ الجسدِ إِذا حَكَّت بعضها ببعض مُتَحَرِّشة.
والحِرْبِيش: حية كالأَفعى ذاتُ قَرْنَين؛ قال رؤبة:
غَضْبى كأَفعى الرِّمْثة الحِرْبِيش
ابن الأَعرابي: هي الخَشْناء في صوتِ مشيها.
الأَزهري: الحِرْبِش والحِرْبِشة: الأَفعى، وربما شدَّدُوا فقالوا: حِرِبِّش وحِرِبِّشة.
أَبو خيرة: من الأَفاعي الحِرْفش والحَرافش وقد يقول بعضُ العرب الحِرْبِش؛ قال ومن ثم قالوا:
هل بلد الحِرْبِشِ إِلاَّ حِرْبِشا؟
وفي لسان العرب أيضاً:
كشَّت الأَفعى تَكِشّ كَشّاً وكَشِيشاً: وهو صوت جلدها إِذا حكَّت بعضَها ببعض، وقيل: الكَشيشُ للأُنثى من الأَساوِد، وقيل: الكَشِيشُ للأفعى، وقيل: الكَشِيشُ صوتٌ تخرجه الأَفعى من فيها؛ عن كراع، وقيل: كَشِيشُ الأَفْعى صوتُها من جلدها لا من فَمِها فإِن ذلك فَحِيحُها، وقد كَشَّت تَكِشّ، وكَشْكَشَت مثله.
وفي الحديث: "كانت حيّةٌ تَخْرج من الكَعْبة لا يَدْنو منها أَحدٌ إلا كَشَّت وفتَحَت فاها".
وتَكاشَّت الأَفاعي: كَشَّ بعضُها في بعض.
أَبو نصر: سمعت فَحِيحَ الأَفعى وهو صوتها من فمها، وسمعت كَشِيشَها وفَشِيشَها وهو صوت جلدها.
وجاء في القاموس المحيط:
الحِنْفِشُ والحِنْفِيشُ، بكسرهِمَا: الأفْعَى، أو حَيَّةٌ عظيمةٌ ضَخْمَةُ الرأسِ رَقْشَاءُ رَكْداءُ، إذا حَوَيْتَهَا، انْتَفَخَ وريدُهَا، أو الحُفَّاثُ بِعَيْنِهِ.‏
وفي موضع آخر من القاموس المحيط:
كَشيشُ الأَفْعَى: صَوْتُها من جِلْدِها، لا من فيها.

وجاء في فقه اللغة للثعالبي:
الحُبَابُ والشَّيْطَانُ الحَيَّةُ الخَبِيثَةُ.
الحَنَشُ مَا يُصَادُ مِنَ الحَيَّاتِ والحيوتُ الذَّكَرُ مِنْهَا.
الحُفَّاثُ والحِضْب الضَّخْمُ مِنها . وَذَكَرَ حَمْزَةُ بنُ عَلِيٍّ الأصْبَهَانِي أنَّ الحُفَّاثَ ضَخْم مِثْلُ الأسْوَدِ أو أعْظَمُ مِنْهُ ، ورُبَما كَانَ أَرْبعَ أَذْرُع، وهو أقَلُّ الحيَّاتِ أَذىً.
وسَنانِيرُ أهْلِ هَجَرَ في دُورِهِم الحُفَّاثُ وهُوَ يَصْطَادُ الجُرْذَانَ وَالحَشَرَاتِ وَمَا أشْبَهَهَا.
والأسْوَدُ العَظِيمُ مِنَ الحَيَّاتِ وَفِيهِ سَوَاد. قَالَ حَمْزَةُ: الأسْوَدُ هو الدَّاهِيَةُ، ولَهُ خُصْيَتَان كخُصْيَتَي الجَدْي وشَعر أسْوَدُ وعُرْف طَوِيل، وبِهِ صُنان كصُنانِ التَّيْسِ المرسَلِ في المِعْزَى. وقَالَ غَيْرُهُ: الشُّجَاعُ أسْوَدُ أمْلَسُ يَضْرِبُ إلى البَيَاضِ خَبِيث، قالَ شمر: هُوَ دَقيق لَطِيفٌ.
و قَالَ أبو زَيْدٍ: الأعَيْرِجُ حَيَّةٌ صَمَّاء لا تَقْبَلُ الرُّقى وَتَطْفِرُ كَمَا تَطْفِرُ الأفْعَى. وقال أبو عُبيدةَ: الأعَيْرجُ حَيَّة أَرَيْقِط نحوَ ذِرَاع، وهو أَخْبَثُ مِنَ الأسْوَدِ. وَقَالَ ابْنُ الأعْرابي: الأعَيْرجُ أخْبَثُ الحَيَّاتِ يقْفِزُ عَلَى الفَارِسِ حَتَّى يَصِيرَ مَعَه في سَرْجِهِ.
قالَ اللَّيْثُ عَنِ الخَلِيلِ: الأفْعَى الَّتي لا تَنْفَعُ مَعَهَا رُقْيَة وَلا تِرْيَاقٌ وهي رَقْشاءُ دَقِيقَةُ العُنُقِ عَرِيضَةُ الرأسِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ التي إذا مَشَتْ مُتَثَنِّيَةً جَرَشَتْ بَعْضَ أَنْيَابِهَا بِبَعْض، وَقَال اخَرُ: هيَ الّتي لَهَا رَأس عَرِيضٌ ولها قَرْنَانِ
والأفْعُوَانُ الذَّكَرُ مِنَ الأفَاعِي.
العِرْبَدُّ والعِسْوَدُّ حَيَّة تَنْفُخُ وَلا تُؤْذِي.
الأرْقَم الذي فِيهِ سَوَادٌ وبَيَاض وَالأَرْقَش نَحْوَهُ.
ذُو الطُّفْيَتَيْنِ الذي لَهُ خَطَّانِ أسْوَدَانِ.
الأبْتَرُ القَصِرُ الذَّنَبِ.
الخِشَاشُ الحَيَّة الخَفِيفَةُ.
الثُّعْبانُ العَظِيمُ مِنْها.
وَكَذَلِكَ الأيْمُ والأيْنُ.
قَالَ أبو عُبَيْدَةَ: الحَيَّةُ العَاضِهُ ، والعَاضِهةُ التي تَقتُلُ إذا نَهَشَتْ مِنْ سَاعَتها.
والصِّلُّ نحوها أوْ مِثْلُها.
وَقَالَ غَيْرُهُ: الْحَارِيَةُ التي قَدْ صَغُرَتْ من الكِبَرِ، وهي أخْبَثُ مَا يَكُونُ ، وَيقَالُ: هي الّتي حَرَى جِسْمُهَا أي نَقَصَ لأنَّ وِعَاءَ سُمِّهَا يَمتَصُّ لَحْمَهَا.
ابْنُ قِتْرَةَ حَيَّة شِبْهُ القَضِيبِ مِنَ الفِضَّةِ في قَدْرِ الشِّبْرِ والفِتْرِ، وهُوَ مِنْ أخْبَثِ الحَيَّاتِ ، وإذا قَربَ من الإنسان نَزَا في الهواءِ فَوَقَعَ عَلَيْهِ مِنْ فَوقُ.

وورد في اللسان:
وتَعَكَّسَ الرجلُ: مَشَى مَشْيَ الأَفْعَى، وهو يتعَكَّس تعكُّساً كأَنه قد يَبِسَت عروقه، وربما مَشَى السكران كذلك.
ويقال: من دون ذلك عِكاس ومِكاس، وهو أَن تأْخذ بناصيته ويأْخذ بناصيتك.
ورجل متَعَكِّس: مُتَثَنِّي غُضُونِ القفا.
وأَنشد ابن الأَعرابي:
وأَنتَ امرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ   من الأَقِطِ الحَوْلِيِّ شَبْعانُ كانِبُ
وعَكَسَه إِلى الأَرض: جذبه وضَغَطه ضَغْطاً شديداً.

وجاء في اللسان:
الحَنَشُ: الحيَّةُ، وقيل: الأَفْعى، وبها سُمِّي الرجلُ حنَشاً.
وفي الحديث: "حتى يُدْخِل الوليدُ يدَه في فَمِ الحَنَشِ".
أي: الأَفعى، وهذا هو المراد من الحديث.
في حديث سَطيح: "أَحْلِفُ ما بين الحَرَّتَيْنِ من حَنَشٍ".
وقال ذو الرمة:
وكم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعاب كأَنَّه   على الشَّرَكِ العاديّ، نِضْوُ عِصامِ
والذَّعْفُ: القاتلُ؛ ومنه قيل: مَوْتٌ ذُعافٌ؛ وأَنشد شمر في الحَنَش:
فاقْدُرْ له، في بعض أَعْراض اللِّمَمْ    لَمِيمةً من حَنَشٍ أَعْمى أَصَمُّ
فالحَنَشُ ههنا: الحيّةُ، وقيل: هو حيّةٌ أَبْيضُ غَلِيظٌ مثلُ الثُّعْبانِ أَو أَعْظَمُ، وقيل: هو الأَسْودُ منها، وقيل: هو منها ما أَشْبَهَتْ رؤُوسُه رؤُوسَ الحَرابِيّ وسوامِّ أَبْرَصَ ونَحْوِ ذلك.
الصورة التالية تبين أنيابها الأمامية التي قد تمتد خارج فمها:

وورد في لسان العرب:
الحِنْفِيشُ: الحيةُ العظيمةُ، وعَمَّ كراعٌ به الحيةَ.
الأَزهري: الحِنْفِشُ حية عظيمة ضخْمة الرأْس رَقْشاءُ كَدْراءُ إِذا حَرَّبْتها انتفخ وريدُها؛ ابن شميل: هو الحُفَّاثُ نفسُه.
وقال أَبو خيرة: الحِنْفِيشُ الأَفعى، والجماعةُ حَنافِيشُ.‏
وجاء أيضاً في اللسان:
الرَّقْش كالنقْش، والرَّقَشُ والرَّقَشةُ: لون فيه كدرة وسواد ونحوهما.
جُنْدَب أَرْقَشُ وحَيَّة رقْشاء: فيها نقط سواد وبياض.
وفي حديث أُم سلمة: "قالت لعائشة: لو ذكَّرْتُكِ قولاً تَعْرِفينه نهشتني نَهْشَ الرَّقَشاء المُطْرِق".
الرَقشاء الأَفعى، سميت بذلك لترقيش في ظَهرها وهي خطوط ونقط، وإِنما قالت: المطرق لأَن الحية تقع على الذكر والأُنثى.
(التهذيب): الأَرْقَشُ لون فيه كدرة وسواد ونحوُهما كلون الأَفعى الرَّقشاء، وكلون الجُنْدَب الأَرْقَشِ الظهر ونحو ذلك كذلك، قال: وربما كانت الشِّقْشِقةُ رقْشاءَ؛ قال:
رقشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا     دَوَّمَ فيها رِزُّه وأَرْعَدا
وجَدْيٌ أَرْقَشُ الأُذنين أَي: أَذْرَأُ.
وفي الصورة التالية نشاهد أن الناب قد يدخل في اللثة، وقد يخرج منها فيبرز طويلاً خارج اللثة.

وجاء في اللسان:
وقال غيره: قيل للحية: أمُّ طَبَقٍ وبنتُ طَبَقٍ لتَرَحِّيها وتحَوّيها، وأَكثر التَّرحِّي للأَفْعى، وقيل: قيل للحيات: بناتُ طَبَقٍ لإِطْبَاقها على من تلسعه، وقيل: إِنما قيل لها بناتُ طَبَقٍ لأَن الحَوَّاء يمسكها تحت أَطْبَاق الأَسْفاط المُجَلّدة.
ورجل طَبَاقَاءُ: أَحمق، وقيل: هو الذي ينكح، وكذلك البعير.
جمل طَبَاقَاءُ: للذي لا يَضْرب.
وفي المخصص لابن سيده:
وأما الأفعة فحية عريضة على الأرض إذا مشت مشت مثنية بثنيين أو ثلاثة أثناء فانما تمشي بأثنائها تلك خشناء يجرش بعضها بعضاً والجرش الحك ورأسها عريض كأنه فلكة ولها قرنان في رأسها يقال إن تلك القرون غلف لأنيابها قال سيبويه قالوا الأفعى فجعلوه في الأصل بمنزلة شديد أي إنه في الأصل وصف وقال أرض مفعاة كثيرة الأفاعي قال أبو حاتم وبعض الحيات تطلب الناس فأما الأفعى فثقيلة لا تطلب وان طلبت لم تدرك وإنما تعض إذا وطئ عليها أو دنى منها والأفعوان ذكر الأفاعي من أخبثها على الأفعوان أفلعان من فوعة السم وهي حدته وإنما كان قياسه أفوعان فقلبت وكذلك القول في الأفعى أبو حاتم ويقال أفعى خربش وحربيش وهي الخشنة المس الشديدة صوت الجسد إذا حكت بعضها ببعض منجرشة وقيل الحربش حية كالأفعى وهي أطول منها ذات قرنين صاحب العين هي الأفعى نفسها أبو عبيد أفعى جحمرش غليظة وقد تقدم في الانسان والأرنب أبو حاتم إذا دخلت الأفعى الرمل ثم رققته فوقها ثم أخرجت عيناها قيل طحنت وهي الطحون.
في الصورة، الناب الأيمن في الصورة منثني إلى الداخل ولا يكاد يظهر، بينما الناب الأيسر خارج من مكانه وممتد إلى الأمام:

وقال الشاعر رؤبة بن العجاج (65-145 هـ):
عاذلَ  قدْ  اطعتُ  بالترقيشِ     إليَّ سرًّا  فاطرقي  وميشِي
فالخسرُ قولُ الكذبِ المنجوشِ     انكِ إلاَّ تقصدي تطيشِي
فقدْ اشطتِ اللحمَ بالنشيشِ     اصبحتِ منْ حرصٍ على التأريشِ
غضبي كافعى الرمثةِ الحربيشِ      فقلْ  لذاكَ  المزعجِ  المحنوشِ
اصبحْ  فما  منْ بشرٍ مأروشِ     وازجرْ بني النجاخةِ  الفشوشِ
منْ مسمهرٍّ ليسَ بالفيوشِ     إنِّي  إذا  حمشنِي  تحميشِي
وفاتَ رأسي بهشةُ البهوشِ     يا عجباً والدهرُ ذو تخويشِ
لا يتقي بالدرقِ المجروشِ     مرُّ الزوانِ  مطحنُ  الجشيشِ
كمْ ساقَ منْ دارِ امرىءٍ جحيشِ     اليكَ نأشُ القدرِ النؤوشِ
وطولُ محشِ  السنةِ  المحوشِ     جدباءِ  فكتْ  اسرَ  القعوشِ
وجزتْ رحانا منْ بلادِ الحوشِ     وغيرنا منْ  غائرٍ  وبيشِي
 
Hit Counter

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق