#
جعل الله لمن يرزقه ثلاث بنات ستراً له من النار، وسؤالي للتأكيد: هل العدد ثلاث بنات أو ابنتين؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد هذا وهذا، فعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته، كن له حجابا من النار يوم القيامة. رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ـ وضم أصابعه ـ رواه مسلم.
أي كهاتين الأصبعين المضمومتين في قرب المنزلة.
بل إن فضل تربية البنات ينال من عال أي عدد منهن ولو واحدة، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة، فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته، فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار. رواهالبخاري ومسلم.
قال ابن العراقي في طرح التثريب: قوله: بشيء ـ يصدق بالقليل والكثير، فيتناول الواحدة، فالإحسان إليها ستر من النار، فإن زاد على ذلك حصل له مع ذلك السبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجنة، كما جاء في الحديث الآخر في الصحيح: من عال جاريتين حتى يبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم بين أصابعه. اهـ.
وقال ابن حجر في فتح الباري: الثواب المذكور يحصل لمن أحسن لواحدة فقط، ففي حديث ابن عباس المتقدم: فقال رجل من الأعراب: أو اثنتين؟ فقال: أو اثنتين ـ وفي حديث عوف بن مالك عند الطبراني: فقالت امرأة، وفي حديث جابر: وقيل، وفي حديث أبي هريرة: قلنا، وهذا يدل على تعدد السائلين، وزاد في حديث جابر: فرأى بعض القوم أن لو قال: وواحدة، لقال: وواحدة، وفي حديث أبي هريرة: قلنا: وثنتين؟ قال: وثنتين، قلنا: وواحدة؟ قال: وواحدة. اهـ.
والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق